عام على تعيين بيتكوفيتش: استقرار فني يقود الجزائر نحو حلم المونديال

مع مرور عام كامل على تعيين فلاديمير بيتكوفيتش على رأس الجهاز الفني للمنتخب الوطني الجزائري، بات من الواضح أن ثمار هذا التغيير بدأت تظهر بشكل ملموس. المنتخب الجزائري، الذي يقترب بخطى ثابتة من التأهل إلى كأس العالم 2026، يعيش واحدة من أفضل فتراته في السنوات الأخيرة، وهو ما يُعزى بشكل كبير إلى العمل المنهجي والجماعي بقيادة المدرب البوسني.

بداية مشكوك فيها، لكن النتائج أقنعت الجميع

عندما أعلنت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم عن تعيين بيتكوفيتش، انقسمت الآراء حول هذه الخطوة. البعض ركز على فترته الصعبة مع نادي بوردو الفرنسي، فيما رأى آخرون في تاريخه مع المنتخب السويسري مصدر تفاؤل، خاصة بعدما قادهم إلى ربع نهائي يورو 2020 على حساب بطل العالم، المنتخب الفرنسي.

رئيس الاتحاد، وليد صادي، كان من أبرز الداعمين لهذا الخيار، مؤمنًا بأن بيتكوفيتش يمتلك ما يكفي من الكفاءة والخبرة لإعادة المنتخب الجزائري إلى الواجهة، بعد إخفاقات متتالية في كأس إفريقيا 2021 و2023، وعدم التأهل إلى مونديال قطر 2022.

أرقام إيجابية وتطور ملموس في الأداء

منذ توليه المهمة، خاض بيتكوفيتش سلسلة من المباريات التي أظهرت تطورًا واضحًا على مستوى التنظيم والانضباط التكتيكي. فباستثناء الخسارة الوحيدة أمام غينيا في يونيو الماضي، حقق “الخضر” سبعة انتصارات متتالية، ولم يتعرضوا لأي هزيمة خارج الديار، في سلسلة نتائج تؤكد نجاعة العمل الفني والإداري.

مدرب بارد الأعصاب… يزرع الثقة في لاعبيه

واحدة من أبرز سمات بيتكوفيتش هي هدوؤه اللافت، حتى في المواقف الصعبة. لا يتأثر بالضغوط ولا ينجر وراء الانفعالات، ما يعكس شخصية مدرب ناضج يدير الأزمات بحكمة. في لقاء بوتسوانا الأخير، وبينما احتج مدرب الفريق الخصم على قرار الحكم، حافظ بيتكوفيتش على رباطة جأشه، ومرّر هذا الهدوء للاعبيه، الذين ردوا بتسجيل الهدف الثالث في توقيت حاسم.

كذلك، تعتمد تصريحاته على التحفيز وبث روح الجماعة، حيث قال خلال أزمة الإصابات الأخيرة: “اعتدنا على ذلك.” عبارة بسيطة، لكنها تحمل رسالة قوية للبدلاء، مفادها أن كل عنصر في التشكيلة مهم ومؤهل للعب دور البطولة.

التركيز منصب على التأهل… ولا مجال للتراخي

بعد الفوز في بوتسوانا بنتيجة (3-1)، أكد بيتكوفيتش أن كل مباراة متبقية تُعد “نهائيًا”، في إشارة إلى أهمية الحفاظ على التركيز وعدم الاستهانة بأي خصم. التحضير لمواجهة موزمبيق بدأ مباشرة بعد نهاية اللقاء، خاصة أن الخصم يمتلك نفس رصيد النقاط (12 نقطة)، ويشكل تهديدًا مباشرًا لحظوظ الجزائر في التأهل.

نحو مستقبل أكثر إشراقًا

يبدو أن بيتكوفيتش نجح في إعادة بناء منتخب وطني قوي، يتميز بالتوازن والانضباط والروح القتالية. وإذا استمرت هذه الديناميكية الإيجابية، فإن الحلم بالوصول إلى مونديال 2026 قد يتحول إلى واقع قريب، ويعود “الخضر” من جديد إلى الساحة العالمية من الباب الكبير.

زر الذهاب إلى الأعلى