أخطاء التحكيم تضع حيمودي في مأزق مبكر بالدوري التونسي

يواجه الجزائري جمال حيمودي، المشرف العام على التحكيم في الدوري التونسي، أزمة مبكرة بعد موجة احتجاجات كبيرة شهدتها مباريات الجولة الثامنة عشرة، حيث تعرض الحكام لانتقادات لاذعة من الأندية والإعلام بسبب قرارات مثيرة للجدل.

جدل تحكيمي في مواجهات حاسمة

كان أبرز اللقاءات التي أثارت الجدل مواجهة الملعب التونسي ضد الترجي، والتي انتهت بفوز الأخير بهدف وحيد، وسط احتجاجات شديدة من الفريق الخاسر. واعتبر ماهر الكنزاري، مدرب الملعب التونسي، أن التحكيم كان منحازًا، متهمًا الحكام بالخوف من الترجي وعدم اتخاذ قرارات عادلة، خصوصًا في لقطة الهدف الوحيد، التي رآها فريقه غير شرعية بسبب التسلل، بالإضافة إلى عدم طرد المدافع حمزة الجلاصي.

وعقب اللقاء، أصدر الملعب التونسي بيانًا رسميًا، أكد فيه رفضه “الانحياز التحكيمي”، كما استنكر عدم تعيين حكم أجنبي لإدارة اللقاء، رغم تقديم طلب رسمي مسبقًا، مشيرًا إلى أن لجنة التحكيم خرقت مبدأ تكافؤ الفرص بين الأندية. وطالب النادي بعقد اجتماع عاجل مع حيمودي ورئيس الاتحاد التونسي، مهددًا باتخاذ إجراءات تصعيدية في حال استمرار ما وصفه بـ”التلاعب بالنتائج”.

وفي لقاء آخر، أثارت ركلة جزاء مثيرة للجدل احتُسبت لصالح النجم الساحلي في الوقت بدل الضائع، غضب نادي اتحاد تطاوين، الذي اعتبر نفسه ضحية قرارات تحكيمية خاطئة. وأكد النادي أنه تقدم باحتجاج رسمي للاتحاد التونسي، مطالبًا بمحاسبة الحكم حسام بولعراس، مشددًا على ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة لضمان نزاهة المنافسة.

حيمودي يرد بحزم

في أول ظهور رسمي له منذ تعيينه، وجّه جمال حيمودي رسالة صارمة للحكام، مؤكداً أنه لن يقبل أي تدخلات خارجية، قائلاً:

“لن أقبل أي اتصال من أي طرف، ومن يحتاجني يمكنه التواصل عبر البريد الرسمي، أنا مسؤول عن الجميع وفق معايير الاحترام والعدالة”.

لكن يبدو أن المشاكل التي يواجهها حيمودي تتجاوز سلطته المباشرة، حيث يعاني التحكيم التونسي من غياب تقنية الفيديو المساعد (VAR)، بالإضافة إلى نقص التجهيزات وتأخر المستحقات المالية، مما يزيد من الضغوط على الحكام ويؤثر على قراراتهم في المباريات.

مستقبل التحكيم التونسي على المحك

مع تصاعد الغضب الجماهيري وتزايد احتجاجات الأندية، يجد جمال حيمودي نفسه أمام تحدٍّ حقيقي لإنقاذ منظومة التحكيم في تونس. فهل سينجح في فرض معاييره الصارمة، أم أن الضغوط ستدفعه إلى إعادة النظر في سياسته؟ الأيام القادمة ستكشف مصير هذه الأزمة التي تهدد استقرار الدوري التونسي.

زر الذهاب إلى الأعلى