اللجنة الأولمبية الدولية تعترف رسميًا بـ “وورلد بوكسينغ” بديلًا لـ IBA: حقبة جديدة للملاكمة العالمية

في خطوة تاريخية، أعلنت اللجنة الأولمبية الدولية (IOC)، برئاسة توماس باخ، عن اعترافها الرسمي بمنظمة “وورلد بوكسينغ” (World Boxing)، معتبرةً إياها الجهة المنظمة لرياضة الملاكمة عالميًا ضمن الحركة الأولمبية. جاء هذا القرار خلال اجتماع افتراضي عُقد في لوزان السويسرية، ليؤكد القطيعة التامة مع الاتحاد الدولي للملاكمة (IBA)، الذي استُبعد بسبب سوء الإدارة والفساد.
لماذا تم استبعاد IBA؟
تعرض الاتحاد الدولي للملاكمة (IBA) لسلسلة من الفضائح، شملت التلاعب بنتائج المباريات، فساد الحكام، وتدخلات غير مشروعة في المنافسات، مما دفع اللجنة الأولمبية الدولية إلى إبعاده رسميًا عن تنظيم منافسات الملاكمة في دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024. ومع تزايد الضغوط، تم تشكيل لجنة خاصة لتنظيم الحدث، لكن اليوم أصبح لـرياضة الملاكمة العالمية كيان رسمي جديد يحظى بثقة اللجنة الأولمبية الدولية.
“وورلد بوكسينغ”.. ميلاد منظمة جديدة بمستقبل واعد
تأسست “وورلد بوكسينغ” عام 2023، وسرعان ما اكتسبت دعمًا واسعًا، حيث تضم في عضويتها حاليًا 78 اتحادًا رياضيًا، من بينها الاتحادان الأمريكي والبريطاني. ويعني هذا الاعتراف الرسمي أنها ستتولى إدارة وتنظيم مسابقات الملاكمة في أولمبياد لوس أنجلوس 2028، فاتحةً عهدًا جديدًا في رياضة الملاكمة الأولمبية بعيدًا عن شبهات الفساد.
فضيحة إيمان خليف.. وصمة عار في سجل IBA
لا تزال قضية الملاكمة الجزائرية إيمان خليف محفورة في ذاكرة عشاق الملاكمة، بعد استبعادها المشبوه من نهائي بطولة العالم للملاكمة، تحت ذريعة عدم استيفائها لمعايير غير واضحة. هذا القرار الجائر جاء في سياق حملة تضييق شديدة مارستها IBA ضد الملاكمين الذين لا ينتمون لدائرتها الضيقة، مما أثار موجة تضامن عالمية.
لكن اليوم، ومع الاعتراف الرسمي بـ**”وورلد بوكسينغ”**، تتجدد الفرصة أمام إيمان خليف وغيرها من الملاكمين الموهوبين، لخوض منافسات عادلة، بعيدًا عن التلاعب والفساد.
رئيس IBA.. رجل بوتين والفساد المالي
يرتبط رئيس IBA، الروسي عمر كريمليف، بعلاقات وثيقة مع الرئيس فلاديمير بوتين، ويُقال إنه يحصل على دعم مالي ضخم من شركة غازبروم الروسية. استخدم كريمليف هذا الدعم لشراء الولاءات عبر منح مالية ضخمة للرياضيين والاتحادات المؤيدة له، في محاولة لإنقاذ اتحاده من السقوط.
وفي محاولة منه لتبرئة نفسه من الفضيحة التي طالت إيمان خليف، عرض كريمليف مليون يورو للاتحاد الإيطالي للملاكمة (تم رفضه)، كما منح 100 ألف يورو كتعويض للملاكمة الإيطالية التي خسرت أمام خليف في ربع النهائي. لكن هذه المحاولات لم تُجدِ نفعًا، إذ انتصرت العدالة، وأصبح الطريق مفتوحًا أمام خليف للتألق في أولمبياد لوس أنجلوس 2028.
نحو مستقبل نظيف للملاكمة الأولمبية
مع رحيل IBA ودخول “وورلد بوكسينغ” رسميًا تحت مظلة اللجنة الأولمبية الدولية، يبدو مستقبل الملاكمة أكثر شفافية وعدالة، حيث ستتاح الفرصة للرياضيين للمنافسة وفق معايير نزيهة بعيدًا عن النفوذ السياسي والمالي.
المرحلة القادمة تحمل آمالًا جديدة، وفرصة ذهبية لرياضيي الملاكمة حول العالم لاستعادة مجدهم في ظل منظمة تحترم مبادئ النزاهة والروح الرياضية.