هل تسيطر الفيفا على الكاف؟ نفوذ موسينغو-أومبا يثير الجدل قبل انتخابات 2025

كواليس سيطرة الفيفا على الاتحاد الإفريقي لكرة القدم

كشفت مصادر مطلعة من داخل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) لموقع rfi عن النفوذ الكبير الذي تمارسه الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في إدارة الكاف خلال فترة رئاسة باتريس موتسيبي. وتبرز هذه الهيمنة بشكل خاص عبر الأمين العام القوي فيرون موسينغو-أومبا، الذي يُوصف بأنه “الرئيس الفعلي” للمنظمة القارية.

تدخل الفيفا في شؤون الكاف: شهادات من الداخل

يؤكد موظفون سابقون في الكاف، ممن شغلوا مناصب حساسة داخل المنظمة، أن الفيفا تمتلك تأثيرًا مباشرًا على القرارات الإدارية والمالية للكاف.

يقول “روجيه”، وهو اسم مستعار لأحد الموظفين السابقين:

“كنت أعتقد أن عملي في الكاف سيكون فرصة للمساهمة في تطوير كرة القدم الإفريقية، لكنني أدركت لاحقًا أن الاتحاد يدار من الخارج. الفيفا وضعت أشخاصًا في قسم المالية، وكان عليهم الموافقة على كل الفواتير قبل توقيعها، مما أفقد المنظمة استقلاليتها.”

أما “سلمى”، وهي موظفة سابقة في الكاف، فتضيف:

“خلال أكثر من عامين من عملي، لم أقابل الرئيس باتريس موتسيبي سوى مرتين فقط في مقر الاتحاد بالقاهرة، لأنه نادرًا ما كان يقضي وقتًا هناك. كنا تحت إدارة أشخاص من سويسرا وإيطاليا، وهم من كانوا يتخذون القرارات المهمة.”

كيف بدأت سيطرة الفيفا؟

يرى المحلل الرياضي الإيفواري مامادو غاي أن تدخل الفيفا بدأ حتى قبل انتخاب موتسيبي، إذ كانت المنظمة الدولية هي التي رتبت الأوضاع لضمان صعوده إلى رئاسة الكاف بعد الإدارة المالية المضطربة لعهد أحمد أحمد.

تم ذلك عبر ما يُعرف بـ “بروتوكول الرباط”، الذي أتاح لموتسيبي الفوز بالرئاسة دون انتخابات فعلية، ثم فرضت عليه الفيفا تعيين فيرون موسينغو-أومبا أمينًا عامًا للكاف. منذ ذلك الحين، تحول موسينغو-أومبا إلى أقوى رجل في الاتحاد الإفريقي، حيث بات يشرف على كل القرارات التنفيذية داخل المنظمة.

إدارة موسينغو-أومبا: استبداد ومشاكل داخلية

بحسب شهادات الموظفين السابقين، يتمتع موسينغو-أومبا بأسلوب إداري يوصف بـ “الاستبدادي والتسلطي”، ما أدى إلى استقالات متتالية داخل الاتحاد الإفريقي.

في نوفمبر 2024، نشرت مجلة Jeune Afrique تقريرًا عن “أسلوب الإدارة غير الأخلاقي” داخل الكاف، مشيرة إلى أن بعض الموظفين تعرضوا لضغوط نفسية دفعتهم للاستقالة. وفي فبراير 2025، كشفت صحيفة Le Monde عن شكوى قدمتها إحدى الموظفات، متهمة موسينغو-أومبا بممارسات المضايقة والترهيب لإجبارها على مغادرة منصبها.

يقول روجيه:

“تركت الكاف بسبب الضغط النفسي الذي سببه لي موسينغو-أومبا. لم يكن لديه أي احترام لفريقه، وكان يفرض قراراته دون نقاش.”

أما سلمى، فتؤكد:

“عشت ظروفًا صعبة قبل مغادرتي الاتحاد، ولم أجد أي دعم من القيادة الإدارية.”

هل يرحل موسينغو-أومبا مع اقتراب انتخابات الكاف؟

مع  انتخابات الكاف، تتزايد التساؤلات حول مستقبل فيرون موسينغو-أومبا.

يرى بعض المحللين أن موتسيبي قد يضطر إلى إعادة هيكلة القيادة الإدارية، خاصة بعد الانتقادات المتزايدة لأسلوب إدارة الأمين العام. لكن على الجانب الآخر، فإن النجاحات التنظيمية الأخيرة للكاف، مثل بطولة كأس أمم إفريقيا 2024 في كوت ديفوار، قد تعزز موقف موسينغو-أومبا وتبقيه في منصبه.

ردود الفعل الرسمية: دفاع الكاف عن الفيفا وموتسيبي

حتى الآن، لم يصدر الكاف تعليقًا رسميًا حول هذه الادعاءات، لكن المتحدث الرسمي باسم الاتحاد، لوكسولو سبتمبر، دافع عن أداء الإدارة الحالية، قائلًا:

“تحت قيادة موتسيبي، تمكن الكاف من القضاء على الديون البالغة 140 مليون دولار، وزيادة الاستثمارات في كرة القدم الإفريقية، وتحقيق تقدم كبير في كرة القدم النسائية.”

الخلاصة: مستقبل الكاف على المحك

تبقى التساؤلات مفتوحة حول مدى تأثير الفيفا على الكاف، وما إذا كان موتسيبي سيستمر في نهجه الحالي أو سيعيد هيكلة المنظمة في ولايته الثانية. في كل الأحوال، فإن الانتخابات المقبلة قد تكون حاسمة في رسم مستقبل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم.

زر الذهاب إلى الأعلى