إسلام سليماني: إعلان عدم الاعتزال وتسليط الضوء على العودة المنتظرة للمنتخب الوطني

يصرّ النجم الجزائري إسلام سليماني، صاحب الرقم القياسي التاريخي في تسجيل الأهداف مع المنتخب، على أنه لن يتخلى عن مسيرته مع «الخضر». وفي تصريح حماسي، أكد سليماني (الذي سجل 47 هدفًا في 102 مباراة) أنه يواصل النضال والقتال حتى آخر رمق، رافضًا فكرة الاعتزال رغم الصعوبات والتحديات التي واجهته خلال الفترة الماضية.
مرّت مسيرة سليماني بتقلبات كبيرة، خاصة خلال الموسمين الأخيرين، إذ شهدت انخفاضًا ملحوظًا في مستوياته الفنية. ففي بداية الموسم الحالي، حاول النجم العودة إلى صفوف الدوري الجزائري مع فريق شباب بلوزداد، إلا أن التجربة لم تدم طويلاً، مما اضطره للانتقال إلى نادي ويسترلو البلجيكي بنظام الإعارة خلال نافذة الانتقالات الشتوية. هذه الخطوة جاءت بعد تعرضه لانتقادات لاذعة خلال مشاركاته في الدوري المحلي وتوترات مع المدرب عبد القادر عمراني، ما دفعه إلى البحث عن آفاق جديدة في أوروبا.
على الصعيد الدولي، وبعد تولي المدرب فلاديمير بيتكوفيتش مسؤولية المنتخب، وجد سليماني نفسه في ظل صعود أسماء جديدة مثل أمين غويري ومحمد عمورة والواعد أمين شياخة، مما أثر على فرص استدعائه. ونتيجة لذلك، تم تضاؤل الرقم التاريخي للمشاركات الدولية الذي كان يحمله، حيث أصبح عيسى ماندي صاحب الرقم التاريخي بـ103 مباراة فيما بقي سليماني عند 102 مباراة، مع احتمالية تجاوزه قريبًا من قبل رياض محرز الذي وصل إلى 101 مشاركة.
وفي مقابلة صحفية لمنصة dhnet البلجيكية، أكد سليماني أنه لن يفكر في الاعتزال مهما صعبت الظروف، مشددًا على إيمانه العميق بعودة تدريجية إلى المنتخب طالما بقي قادرًا على الميدان. وأضاف قائلاً: “لا يمكنني أن أقبل فكرة التقاعد طالما ما زلت أتمتع بالقوة والطاقة للمنافسة، وسأواصل العمل حتى يأتي الوقت الذي لا أستطيع فيه اللعب.”
وعند الحديث عن أجمل الذكريات مع المنتخب الجزائري، استرجع سليماني مشاركته التاريخية في كأس العالم 2014، حيث كان لها وقع خاص وأثر كبير على مسيرته. كما تناول بتفصيل لحظاته الحاسمة في مباراتي كوريا وروسيا، مشيرًا إلى أن تلك اللحظات كانت بمثابة تتويج لأحلامه الطويلة. ولم يخفِ النجم الجزائري مزيجًا من الإحباط والفخر حين تناول ذكر مواجهته التاريخية مع حارس ألمانيا، مانويل نوير، حيث بدا أن قرار إلغاء هدف سجله بسبب التسلل كان له وقع سلبي على معنوياته كلاعب مهاجم. ورغم ذلك، أعرب عن إعجابه الكبير بأداء نوير ودوره الحاسم في إنقاذ الفريق، قائلاً إن مثل هذا الأداء لم يكن ممكنًا مع أي حارس آخر.
من بين أبرز إنجازاته، اعتبر سليماني أن تحقيق لقب بطولة كأس الأمم الأفريقية في عام 2019 بمصر هو أفضل لحظة في مسيرته، مؤكداً أن هذا الإنجاز ظل محفورًا في ذاكرته كأجمل ما حققته مسيرته مع «محاربي الصحراء».
تُظهر تصريحات إسلام سليماني إصراره واستعداده للتحدي رغم كل العقبات، مما يجعله رمزًا لإرادة لا تلين في عالم كرة القدم. كما تظل قصته مصدر إلهام للعديد من اللاعبين الطموحين في الجزائر وخارجها.