الرابطة المحترفة لكرة القدم في الجزائر: أزمة هيكلية وغياب الاستقلال المالي”
تواجه الرابطة المحترفة لكرة القدم في الجزائر تحديات كبيرة تتعلق بالهيكل التنظيمي واستقلالها المالي. فعلى الرغم من انتخاب أمين مسلوب رئيسًا لها، إلا أن التساؤلات حول قدرة هذه الرابطة على تجاوز العقبات التي تعترض طريقها تظل قائمة. فالرابطة المحترفة تعاني من نقص كبير في الصلاحيات والموارد المالية، وهو ما يضعها في موقع بعيد عن أهدافها الحقيقية.
من أبرز المشاكل التي تعيق تقدم الرابطة هي محدودية سلطتها، حيث تقتصر مهامها على تحديد جدول البطولة ونشر برامج المباريات فقط. هذه السلطات المحدودة تجعل من الصعب عليها التعامل مع التحديات الاقتصادية أو تحسين واقع الأندية المحترفة. فالرابطة لا تملك السيطرة على المورد المالي الأساسي الذي يعتمد عليه الاحتراف في كرة القدم، وهو حقوق البث التلفزيوني. في الجزائر، حقوق البث تعتبر ضئيلة جدًا مقارنةً بالمعايير الدولية، حيث لا يتجاوز عائد البث للأندية المحترفة نحو 5 مليارات دينار سنويًا، وهو مبلغ لا يكفي لتغطية احتياجات الأندية المالية.
من جهة أخرى، تعاني الرابطة من برمجة المباريات في أوقات غير مناسبة، ما يضعف من جاذبية البطولات المحلية ويقلل من الإيرادات المحتملة من حقوق البث. في ظل هذه الظروف، تظل الرابطة تعتمد بشكل كبير على الدعم المالي الذي تقدمه السلطات العمومية، ولا سيما الشركات والمؤسسات الوطنية التي تقدم إعانات غير مباشرة للأندية.
في النهاية، لن تستطيع الرابطة المحترفة لكرة القدم في الجزائر تحقيق الاستقلال المالي والسلطة اللازمة إلا في حال تم بيع حقوق البث التلفزيوني بأسعار تلبي احتياجات الأندية وتضمن الاستدامة المالية للمنافسات المحلية. وحتى ذلك الحين، ستستمر الرابطة في هيمنة الاتحاد الجزائري لكرة القدم عليها، مما يؤكد الحاجة الملحة لإصلاحات جذرية في هيكل كرة القدم الجزائرية.