زينباور يُحدث ثورة تكتيكية في شبيبة القبائل

منذ توليه قيادة الفريق قبل أقل من ثلاثة أشهر، نجح المدرب الألماني ماركوس زينباور في إحداث تغيير جذري داخل نادي شبيبة القبائل، ما جعله يحظى بدعم واسع من الجماهير، بعد أن أعاد للفريق هويته الكروية وروحه القتالية.
تغيير شامل في الذهنية والأسلوب
منذ اليوم الأول، أظهر زينباور شخصية قوية ونهجًا واضحًا، حيث فرض الانضباط داخل المجموعة وطالب برحيل كل من لا يلتزم بمشروع الفريق، على غرار المدافع المالي يوسف كوني. كما ركّز على بناء علاقة ثقة مع اللاعبين، رغم حاجز اللغة، بفضل مساعده الذي يسهم في تسهيل التواصل. اللاعبون بدورهم أبدوا ارتياحهم للطريقة التي يتعامل بها معهم، حيث يمتاز بالصرامة الإيجابية والوضوح داخل غرف الملابس، دون أن يتردد في توجيه النقد البنّاء.
فلسفة هجومية تعتمد على الكرة الجميلة
من أبرز التغييرات التي أحدثها زينباور هي التحوّل من اللعب المباشر والعشوائي إلى أسلوب يعتمد على التمريرات القصيرة والاستحواذ المنظم. رغم أن نفس اللاعبين ظلوا في التشكيلة، إلا أن طريقة اللعب تغيّرت بالكامل. المدرب الألماني يُفضّل كرة قدم هجومية تُمتع الجماهير، ويُشجّع اللاعبين على تقديم أفضل ما لديهم حتى في أصعب الظروف.
تطور ملحوظ رغم بعض النقائص
ورغم بعض النقاط التي ما تزال تحتاج إلى تحسين، مثل البطء في التسجيل خلال المباريات، إلا أن الفريق يُظهر تطورًا متواصلًا. الجماهير باتت تستمتع بعروض الشبيبة، خاصة في مرحلة الإياب، التي شهدت نتائج إيجابية مقارنةً بمرحلة الذهاب التي اتسمت بالفوضى.
ضغط إيجابي يخلق التحفيز
يعتمد زينباور على الضغط الإيجابي، حيث يطالب لاعبيه دومًا بتصحيح الأخطاء وتقديم أداء أفضل. في كل حصة تحليل فيديو، يراجع مع الفريق الأخطاء الفردية والجماعية، وهو ما أثمر بتحسّن مستوى عدة عناصر كانت دون المستوى سابقًا. كما منح الفرصة للاعبين مهمّشين أثبتوا جدارتهم، مثل بركان، الذي أصبح أحد مفاتيح اللعب في الفريق.
تنويع تكتيكي بين الاستحواذ والهجمات السريعة
من أبرز نقاط القوة في مشروع زينباور تكيفه مع كل خصم، فهو يُغيّر الرسم التكتيكي حسب ظروف المباراة، بين الاستحواذ الكامل أو اعتماد الهجمات السريعة. هذه المرونة سمحت للفريق بفرض أسلوبه في أغلب اللقاءات، رغم استمرار التحدي المرتبط بتسجيل الأهداف في وقت مبكر من المباريات.
دعم فني متطور من محللين محترفين
أحد القرارات الذكية التي اتخذها زينباور هو التعاقد مع المحلل المصري محمد علاء، الذي يشتغل إلى جانب اللاعب السابق سمير جودر ضمن طاقم التحليل الفني. هذا الثنائي يقوم بدراسة الخصوم وتحليل أداء اللاعبين بدقة، ما يمنح الجهاز الفني أدوات فعّالة لوضع خطط ناجعة كما حدث أمام اتحاد خنشلة، حين تمكن الفريق من شل حركة المنافس بالكامل وتحقيق فوز قاتل.