كيف تُغذي التحكيم والتحليل وخطاب الكراهية العنف في ملاعب الدوري الجزائري؟”

تتنامى ظاهرة العنف في مُباريات الدوري الجزائري للمحترفين بشكل لافت خلال الموسم الحالي، ما دفع الاتحاد الجزائري لكرة القدم إلى الدعوة لاجتماع طارئ برئاسة وليد صادي ورؤساء الأندية لمناقشة سبل احتواء الأزمة. تأتي هذه الخطوة بعد سلسلة أحداث دامية شهدتها مدرجات الملاعب وخارجها، حيث تحوّلت المباريات من مسابقات رياضية إلى مسارح للاشتباكات بدعوى الولاء للنادي والانتماء العاطفي للألوان.

موجة العنف الأخيرة

  • حادثة بسكرة: ما بعد مباراة اتحاد بسكرة ومولودية الجزائر، تداول رواد شبكات التواصل فيديوهات تُظهر اعتداءات على أنصار “المولودية”، ما عزز قلق مسؤولي اللعبة وجماهيرها على حد سواء.
  • امتداد إلى الهواة: لم تقتصر السلوكيات العدائية على دوري المحترفين، بل وصلت إلى مباريات الدرجة الثانية، كمواجهة مستقبل الرويسات واتحاد الحراش التي انتهت بأعمال شغب ورشق بالحجارة.

العوامل المُسرّعة للعنف

  1. التحكيم المثير للجدل
    • أخطاء متكررة من قبل الحكام، مع تصاعد المطالبات بضرورة تحسين جودة القرارات وتقليص الأخطاء الفادحة.
    • رغم تطبيق تقنية الـVAR، ما تزال كثير من المباريات تشهد احتجاجات رسمية وتصريحات حادة تعكس فقدان الثقة بنزاهة بعض الطواقم التحكيمية.
  2. استوديوهات التحليل غير المحايدة
    • انحياز واضح في برامج النقاش الرياضية، حيث تُغذّي خطاب الانتماء وتُروِّج لنظريات المؤامرة أحياناً.
    • غياب المعايير المهنية والأخلاقية في التعليق، ما يحول الاستوديو إلى منصة تحريضية تستهدف فئة المشجعين الشباب.
  3. انتشار خطاب الكراهية على منصات التواصل
    • تداول منشورات ورسائل صوتية وصُور تحرّض على إثارة الفتن وتعزز الانقسام الجهوي والعرقي.
    • قلة الرقابة الفعّالة وسوء توظيف الإعلام الاجتماعي يجعل من هذه المنصات محفزاً أساسياً لأعمال العنف.

تبعات وأبعاد المشكلة

  • الإيقافات والعقوبات: فرض الاتحاد عقوبات حرمت الأندية من جمهورها في عشرات المباريات، لكنّ هذه الإجراءات لم تكن كافية لردع المخالفين.
  • تأثير على سمعة الكرة الجزائرية: يهدد استمرار هذه الظواهر مستقبل اللعبة وطنياً ودولياً، ويقلّل من فرص استقطاب رعاة وجماهير جديدة.

مقترحات للحل

  • تعزيز قدرات الحكام: دورات تدريبية وتأهيل مستمر مع إشراف دولي لضمان تطبيق معايير التحكيم العالمية.
  • ضبط عمل الاستوديوهات التحليلية: إصدار ميثاق شرف إعلامي يلتزم به المعلقون والمحللون، مع جزاءات للمخالفين.
  • رقابة صارمة على المحتوى الرقمي: تعاون بين السلطات والاتحاد لإنشاء جهة مختصة بمراقبة المنصات الاجتماعية والتصدي لخطاب الكراهية فور ظهوره.

يتطلّب الحدّ من عنف الملاعب تضافر جهود جميع الأطراف—الإعلام، التحكيم، المنصات الرقمية والجمهور—لإعادة الدوري الجزائري إلى الروح الرياضية التي انطلقت من أجلها.

زر الذهاب إلى الأعلى