نهضة بركان سيلعب مرة أخرى بـ “الخريطة المزيفة” أمام الجزائر
يواصل نادي نهضة بركان المغربي هيمنته على المشهد الكروي الأفريقي بعد مسيرة مثالية في دور المجموعات، حيث نجح الفريق المغربي في الحفاظ على شباكه نظيفة. مع جمع 12 نقطة من أصل 12 ممكنة، وإحراز 7 أهداف واستقبال هدف واحد فقط، أنهى النادي البطولة في صدارة مجموعته، وهو أداء مثير للإعجاب يؤكد طموحاته على الساحة القارية. لكن رغم هذا النجاح الرياضي، فإن جدلا جديدا قد يثور في حال التقى بركان بأحد الأندية الجزائرية خلال الجولات المقبلة.
رحلة سلسة
أظهر نهضة بركان أداءً مميزًا خلال مرحلة المجموعات في البطولة الأفريقية. وأظهر الفريق بقيادة مدربه صلابة دفاعية كبيرة وفعالية هجومية ملحوظة. وتمكن اللاعبون من الرد في كل مباراة، وأدى أدائهم إلى تمكين النادي من الهيمنة على مجموعته، وبالتالي ضمان مكان له في المرحلة المقبلة. وقد أبرزت هذه الحملة الجماعية قوة الفريق، ولكن أيضا طموحات بركان في تأكيد نفسه في المسابقات الأفريقية.
الجدل حول «الخريطة المزورة»
ومع ذلك، هناك خطر عودة النزاع القديم إلى الظهور. وفي الواقع، خلال مواجهاته السابقة مع الأندية الجزائرية، وخاصة اتحاد الجزائر، اتهم فريق نهضة بركان بارتداء قميص يحتوي على خريطة المغرب بما في ذلك الصحراء الغربية المحتلة. وقد أثارت هذه الخريطة الاستفزازية توترات شديدة، خاصة في الجزائر، حيث تعتبر مسألة الصحراء الغربية موضوعا حساسا للغاية.
لم يصدر بعد حكم محكمة التحكيم الرياضية (CAS) في قضية نهضة بركان واتحاد العاصمة، وهو ما يبقي على حالة من عدم اليقين حول موقف النادي المغربي خلال مبارياته المقبلة. ولذلك فمن المرجح للغاية أنه في حال التقى نهضة بركان مع فريق جزائري في مراحل ، فإن الفريق سيرتدي مرة أخرى هذا القميص المثير للجدل، وهو ما قد يعيد إشعال التوترات بين البلدين.
وضع متوتر في المستقبل؟
ويسلط هذا الوضع الضوء على القضايا السياسية التي تتداخل أحيانًا مع الرياضة، مما يخلق توترات غير ضرورية. كرة القدم، التي ينبغي أن تكون ميدانا للمنافسة الصحية والأخوة، غالبا ما تجد نفسها متأثرة بالقضايا الجيوسياسية. وإذا اختار نهضة بركان إعادة تمثيل هذه “الخريطة الوهمية”، فقد يضيف ذلك طبقة إضافية من التعقيد إلى لقاءاته المستقبلية ضد الأندية الجزائرية.
وتتجه الأنظار الآن نحو ما سيحدث لاحقا، وخاصة رد فعل الأندية الجزائرية والسلطات الرياضية على هذا الاستفزاز المحتمل. هل تتمكن الرياضة مرة أخرى من معالجة التوترات السياسية، أم أنها ستكون وسيلة للمصالحة والسلام في المنطقة؟ ربما تكمن الإجابة في المباريات المقبلة للمسابقة.