هل توافق الجزائر على استضافة كاس أمم إفريقيا 2027؟
يثير اختيار كينيا وأوغندا وتنزانيا لتنظيم كأس الأمم الأفريقية (كان 2027) تساؤلات. ورغم حماسها، تواجه هذه الدول الثلاث في شرق أفريقيا تحديات كبرى على مستوى البنية التحتية واللوجستية. وقد غذت هذه الصعوبات التكهنات حول انسحاب محتل، مما يفتح الباب أمام دول أخرى، بما في ذلك الجزائر.
الجزائر، بعد أن استضافت ببراعة كأس الأمم الأفريقية 2023، أصبحت تتوفر على بنية تحتية حديثة تستجيب للمعايير الدولية. وتعتبر الملاعب مثل ملعب نيلسون مانديلا في الجزائر أو ملعب حسين آيت أحمد في تيزي وزو دليلا على قدرة البلاد على إدارة مثل هذا الحدث. لكن الموافقة على تنظيم كأس الأمم الإفريقية 2027 في ظل هذه الظروف قد يشكل معضلة للسلطات الجزائرية.
هل يعجز الثلاثي من شرق إفريقيا عن تنظيم كأس الأمم الإفريقية 2027؟
ومن ناحية أخرى، فإن هذا من شأنه أن يعزز مكانة الجزائر كلاعب أساسي في كرة القدم الأفريقية، ويثبت قدرتها التنظيمية. ومن ناحية أخرى، قد يُنظر إلى مثل هذه الخطوة باعتبارها دور “الإنقاذ” في مواجهة إخفاقات الدول الأخرى.
وعلاوة على ذلك، فإن العلاقات المتوترة في بعض الأحيان بين الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف) والجزائر من شأنها أن تؤدي إلى تعقيد مثل هذا النهج. اتهامات بالتحيز في بعض قرارات الاتحاد الأفريقي لكرة القدم تثير تحفظات حول احتمال وجود تعاون وثيق.
لا يزال الوضع غير مؤكد. إذا قرر الاتحاد الإفريقي لكرة القدم سحب تنظيمه من الثلاثي تنزانيا وكينيا وأوغندا، فإن الجزائر قد تكون خيارا منطقيا. ومع ذلك، فإن كل شيء سيعتمد على الأولويات الاستراتيجية للبلاد، واستعدادها للاستثمار في مثل هذا المشروع على المدى القصير.
نزاهة الكاف تحت النار
يجب أن يقال إن منح كأس الأمم الإفريقية 2025 للمغرب وكأس الأمم الإفريقية 2027 لثلاثي دول شرق إفريقيا والإدارة الفاضحة لقضية القميص “المسيس” لنادي بركان المغربي قد ألقى ببرد شديد بين الاتحادين الإفريقيين. الهيئة الإفريقية لكرة القدم والسلطات الرياضية في الجزائر. قد ترفض السلطات الجزائرية استبدال الثلاثي في تنظيم كأس الأمم الإفريقية 2027، ما لم يلتزم الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بشكل حقيقي بإنهاء إدارته المحايدة للنزاعات التي تنخرط فيها الجزائر.
على أية حال، قام رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم باتريس موتسيبي بزيارة تفقدية لمدة يومين هذا الأسبوع إلى كينيا وتنزانيا وأوغندا للتحقق مما إذا كانت الاستعدادات تسير بشكل جيد قبل بطولة الأمم الأفريقية للمحليين (CHAN 2024) التي ستستضيفها الثلاثية في عام 2025. ستكون بطولة أمم أفريقيا للمحليين 2024 بمثابة اختبار كامل النطاق لهذه الدول الثلاث في شرق إفريقيا، وستكون فرصة لقادة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم لقياس مدى استعدادهم لكأس الأمم الأفريقية 2027.