حفيظ دراجي يكتب للقدس العربي: بيتكوفيتش يستعيد ركائز الجزائر قبل مواجهتي بوتسوانا وموزمبيق

مع اقتراب الجولتين الخامسة والسادسة من تصفيات كأس العالم 2026 الخاصة بمنطقة إفريقيا، يعيش مدرب المنتخب الجزائري فلاديمير بيتكوفيتش فترة مريحة مع استعادة بعض الركائز الأساسية في تشكيلته، ما يمنحه خيارات أوسع قبل المواجهتين الحاسمتين أمام بوتسوانا وموزمبيق منتصف شهر مارس المقبل.

عودة نجم وسط ميدان نادي ليل، نبيل بن طالب، إلى المنافسة بعد غياب دام تسعة أشهر بسبب أزمة قلبية، تُعد إضافة قوية لتشكيلة “الخضر”، على الرغم من أن مشاركته الشهر المقبل قد تكون مستبعدة بسبب نقص الجاهزية. تألقه اللافت بعد دخوله بديلاً أمام رين وتسجيله هدفاً حاسماً يعزز من فرص عودته التدريجية للمنتخب، خاصة بعد تواصل المدرب بيتكوفيتش معه لتهنئته ورفع معنوياته.

من جهته، نجح إسماعيل بن ناصر في استعادة مستواه سريعاً بعد انتقاله إلى مارسيليا على سبيل الإعارة من ميلان، حيث تألق في مواجهتي أنجيه وسانت إيتيان، ليصبح إضافة قوية لوسط ميدان “الخضر” إلى جانب زروقي، بن طالب، عبد اللي، بوداوي، وزرقان. ابتعاده عن أزمة محتملة مع مدرب بورتو سيرجيو كونسيساو، بعد فترة صعبة إثر الإصابة، منحه فرصة جديدة للعودة إلى أوج عطائه مع مارسيليا.

أمين غويري كان أحد أبرز المستفيدين من فترة الانتقالات الشتوية، إذ شهد تألقاً كبيراً بعد انتقاله من رين إلى مارسيليا، مسجلاً ثنائية في شباك سانت إيتيان، إلى جانب تقديمه ثلاث تمريرات حاسمة في ثلاث مباريات فقط. هذا الأداء الاستثنائي جعله محط أنظار الأندية الأوروبية، حيث من المتوقع أن ترتفع قيمته السوقية إلى 60 مليون يورو الصيف المقبل. كما عزز مكانته في المنتخب الجزائري، بعدما أصبح هداف “الخضر” تحت قيادة بيتكوفيتش برصيد خمسة أهداف، متفوقاً على يوسف بلايلي، الذي تبدو عودته مؤجلة، وسعيد بن رحمة، المنتقل إلى دوري الدرجة الثانية السعودي.

على صعيد الهجوم، يواصل محمد لمين عمورة تقديم مستويات رائعة مع فولفسبورغ الألماني، حيث سجل تسعة أهداف وقدم تسع تمريرات حاسمة في عشرين مباراة. هذا التألق جعله هدفاً للعديد من الأندية الألمانية، أبرزها انتراخت فرانكفورت، الذي يسعى لتعويض رحيل عمر مرموش بضم المهاجم الجزائري. مع دخول أندية إنجليزية على الخط، ارتفعت القيمة السوقية لعمورة إلى ما لا يقل عن 40 مليون يورو، ليشكل إلى جانب غويري ومحرز أحد أبرز أسلحة “الخضر” الهجومية.

كل هذه العوامل تمنح بيتكوفيتش الأدوات اللازمة لتحقيق التأهل إلى مونديال 2026، إلى جانب طموح التألق في نهائيات كأس أمم إفريقيا المقررة بالمغرب. نجاح “الخضر” في هذه المرحلة يعتمد بشكل أساسي على قدرة المدرب على توظيف هذه الأسماء بالشكل الصحيح، مع الأخذ بعين الاعتبار العوامل الفنية، التكتيكية، والنفسية التي تلعب دوراً حاسماً في المسيرة نحو منصات التتويج.

زر الذهاب إلى الأعلى