نحو بناء منظومة دفاعية جديدة للمنتخب الجزائري تحسبًا للتحديات القادمة

منذ اعتزال القائد مجيد بوقرة، ومعه رفيق حليش، يعاني المنتخب الجزائري من ضعف واضح في الخط الخلفي، حيث لم ينجح في إيجاد ثنائي دفاعي قوي يمنح الفريق الصلابة المطلوبة لتحقيق الإنجازات. ورغم أن فترة جمال بلماضي شهدت استثناءً قصير الأمد بتكوين ثنائي دفاعي صلب من عيسى ماندي وجمال بلعمري خلال كأس أمم إفريقيا 2019، إلا أن الخضر عادوا ليواجهوا أزمة دفاعية حقيقية، زاد من حدتها غياب حارس بقيمة رايس مبولحي الذي كان يمثل صمام الأمان في سنوات التألق.

أزمة الدفاع وضرورة البحث عن حلول جديدة

الأرقام تؤكد أن قوة الجزائر في الماضي كانت ترتكز على صلابة دفاعها، كما حدث في مونديال 2010، حيث لم تستقبل شباكه سوى هدفين فقط، أحدهما من خطأ فردي والآخر من هجوم معاكس، ورغم مواجهته لمنتخبات قوية مثل إنجلترا، إلا أنه حافظ على تماسكه. اليوم، الوضع مختلف تمامًا، فالدفاع المهتز بات أكبر نقاط ضعف الخضر، خاصة مع غياب الأسماء القادرة على تقديم أداء ثابت أمام الفرق الكبيرة.

حجام وآيت نوري… خيارات جديدة لحل الأزمة

في ظل هذا الوضع، بدأت بعض الأسماء الشابة تبرز كحلول ممكنة لإعادة بناء المنظومة الدفاعية، ومن بينها قيس حجام، الذي ظهر بمستوى مميز في الدوري السويسري مع يونغ بويز، حيث تم توظيفه في مركز الظهير الأيمن وقدم أداءً قويًا دفاعيًا وهجوميًا، ما يجعله خيارًا محتملاً لشغل أحد المراكز الدفاعية. إضافة إلى ذلك، أظهر ريان آيت نوري إمكانيات كبيرة في مباراة وولفرهامبتون الأخيرة، حيث يمتلك فنيات تجعله قادرًا على شغل مراكز متقدمة في الرواق الأيسر، وهو ما يفتح أمام المدرب بيتكوفيتش إمكانية توظيفه بطرق مختلفة وفق الحاجة التكتيكية.

التحديات القادمة والاستعداد لكأس أمم إفريقيا

بالنظر إلى المباراتين القادمتين ضد بوتسوانا وموزمبيق في شهر مارس، لن يحتاج المنتخب الجزائري إلى منظومة دفاعية استثنائية، نظرًا لمحدودية القوة الهجومية للمنافسين، لكن التحدي الحقيقي يكمن في بناء خط دفاع متماسك تحسبًا لكأس أمم إفريقيا القادمة في المغرب، حيث أثبت التاريخ أن المنتخبات المتوجة دائمًا ما تمتلك منظومة دفاعية صلبة.

إصلاح الدفاع الجزائري ليس مجرد خيار، بل ضرورة ملحّة إذا أراد الخضر المنافسة على الألقاب القارية والعالمية. والعمل يجب أن يبدأ الآن، حتى يدخل الفريق غمار الاستحقاقات القادمة بمنظومة دفاعية قادرة على الصمود أمام أقوى المنتخبات.