قرار “التاس” يقلب الموازين داخل “الكاف” ويضعف هيمنة اللوبي المغربي

الجزائر تنتصر رياضيًا.. والكرة الإفريقية تتحرر من النفوذ المغربي
شكل القرار الأخير الصادر عن المحكمة الرياضية الدولية “التاس”، والذي أيد موقف الجزائر في قضية “الخريطة الوهمية”، ضربة موجعة للاتحاد المغربي لكرة القدم ولوبي المصالح الذي يسيطر على “الكاف” منذ سنوات. هذا القرار لم يقتصر على الجوانب القانونية فحسب، بل ستكون له تبعات استراتيجية على مستقبل تسيير كرة القدم في القارة السمراء، حيث سيساهم في إعادة التوازن داخل أروقة الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم.
محاولات مغربية لطمس الحقيقة.. ولكن الصدمة كانت أكبر
حاول مسؤولو الكرة المغربية، مدعومين بوسائل إعلامهم، الترويج لفكرة انتصارهم في القضية عبر التركيز على تثبيت نتيجة مباراة نهضة بركان واتحاد العاصمة الجزائري في نصف نهائي كأس “الكاف”. غير أن التغطية الإعلامية المغربية تعمدت تجاهل الجانب الأهم في القضية، وهو قرار “التاس” الذي فرض على الأندية المغربية عدم استخدام القميص المثير للجدل مستقبلًا.
هذا القرار يمثل نكسة كبيرة للاتحاد المغربي لكرة القدم، الذي ظل لعقود يتحكم في دواليب “الكاف” بفضل نفوذ رئيسه فوزي لقجع، المدعوم بشبكة من المصالح والامتيازات المشبوهة. القرار أثبت أن الجزائر لم تكن مجرد طرف في النزاع، بل كانت مدافعة عن الشفافية والنزاهة في كرة القدم الإفريقية، وهو ما أدى إلى إحراج شديد للجانب المغربي.
نهاية الهيمنة المغربية داخل “الكاف”؟
منذ سنوات، سيطر اللوبي المغربي على مراكز اتخاذ القرار داخل الكونفدرالية الإفريقية، مما منح الأندية والمنتخبات المغربية امتيازات غير مستحقة، على حساب مبادئ العدالة الرياضية. لكن قرار “التاس” الأخير قد يكون بداية النهاية لهذه الحقبة، خاصة مع عودة الجزائر بقوة إلى المشهد الرياضي القاري.
الانتخابات المقبلة داخل “الكاف”، المقررة يوم 12 مارس الجاري، ستشهد دخول وزير الرياضة الجزائري ورئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، وليد صادي، إلى المكتب التنفيذي، باعتباره المرشح الوحيد عن شمال إفريقيا. هذا التطور سيعيد للجزائر مكانتها في صنع القرار الإفريقي، وسيسمح لها بتصحيح المسار الذي انحرف بسبب النفوذ المغربي في السنوات الماضية.
الكرة الإفريقية أمام مرحلة جديدة من الشفافية والنزاهة
من شأن هذه التحولات أن تدفع باقي الدول الإفريقية، خصوصًا في جنوب القارة، إلى التحرك ضد سياسات “الكاف” السابقة، التي كانت تُدار في الخفاء لصالح طرف معين. ومع تصاعد الأصوات المطالبة بالإصلاح، يبدو أن مستقبل الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم سيشهد تغييرات جذرية، تعيد الاعتبار لمبادئ العدالة الرياضية، بعيدًا عن المصالح الضيقة والقرارات المشبوهة.
في النهاية، فإن انتصار الجزائر في قضية “الخريطة الوهمية” ليس مجرد مكسب قانوني، بل هو خطوة كبيرة نحو إعادة التوازن داخل “الكاف”، وإنهاء عصر الهيمنة المطلقة للوبي المغربي، وفتح صفحة جديدة في تاريخ كرة القدم الإفريقية، قائمة على الشفافية والنزاهة والعدالة الرياضية.