فضيحة التحكيم في الجزائر: هل تُدار الصافرة بالكفاءة أم بالمحاباة؟

يعود الجدل حول التحكيم في كرة القدم الجزائرية إلى الواجهة مجددًا، وهذه المرة بكشف مثير للجدل يسلط الضوء على قرارات غامضة داخل اللجنة الفيدرالية للتحكيم (CFA). فقد كشف الصحفي والمحلل الرياضي سمير لعماري، عبر قناة “الهداف”، عن تفاصيل صادمة تتعلق باختيار القائمين على إدارة التحكيم في الجزائر.
هل الكفاءة معيار حقيقي في إدارة التحكيم؟
وفقًا لما ذكره لعماري، فقد طلب رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم (FAF) من مهدي عبيد شارف، رئيس لجنة التحكيم، تشكيل فريق يضم خبرات وكفاءات عالية لضمان نزاهة وشفافية التحكيم. إلا أن رد عبيد شارف كان مفاجئًا، حيث أفاد بأنه لا ينسجم مع هؤلاء الأشخاص الأكفاء، وهو ما يثير تساؤلات جدية حول المعايير التي يتم اعتمادها لاختيار المسؤولين عن قطاع حساس مثل التحكيم.
إذا كانت الاعتبارات الشخصية هي المعيار الرئيسي بدلاً من الكفاءة والخبرة، فقد يكون ذلك أحد الأسباب الرئيسية للقرارات المثيرة للجدل التي تشهدها البطولة الجزائرية كل موسم.
إقصاء غير مفهوم للخبرات التحكيمية
لم يتوقف الجدل عند هذا الحد، بل أشار محللو برنامج “الهداف” إلى تغييب أسماء كبيرة عن مشهد إدارة التحكيم، مثل الحكم الدولي السابق عبد الحق ايت شعلي ، الذي شارك في ثلاث نسخ من كأس العالم. رغم سجله الحافل وخبرته الواسعة، إلا أنه لم يتم استغلاله في تطوير المنظومة التحكيمية الجزائرية، مما يطرح تساؤلات عن الأسباب الحقيقية وراء ذلك.
التحكيم في الجزائر: أزمة ثقة مستمرة
يبدو أن التحكيم الجزائري يعيش مرحلة من الفوضى وعدم الاستقرار، حيث تعود الأخطاء التحكيمية للواجهة في كل موسم، مما يثير غضب الأندية والجماهير على حد سواء. في وقت تحتاج فيه كرة القدم الجزائرية إلى إصلاحات حقيقية تعتمد على الشفافية والكفاءة، لا تزال الممارسات التقليدية تُلقي بظلالها على إدارة القطاع.
خاتمة
يبقى السؤال مفتوحًا: هل سيشهد التحكيم الجزائري تغييرًا جذريًا يضع الكفاءة كمعيار أساسي، أم ستظل المصالح الشخصية هي المحرك الرئيسي؟ في ظل هذه المعطيات، من الواضح أن أزمة التحكيم في الجزائر أبعد ما تكون عن الحل، مما يستوجب تحركًا جادًا من الجهات المعنية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.