تكتيك زينباور: سرعة التحولات الهجومية لحسم المباريات

نهج زينباور: الهجوم في أقل من 30 ثانية
منذ استلامه دفة التدريب، فرض جوزيف زينباور أسلوب لعب يعتمد على التحولات الهجومية السريعة، حيث لا يريد أن تستغرق عملية الانتقال من الدفاع إلى الهجوم أكثر من 30 ثانية. يدرك المدرب الألماني أن السرعة والمباغتة هما مفتاح التفوق على الخصوم، وهو ما تجسد بوضوح في هدف بركان خلال الكلاسيكو ضد مولودية الجزائر.
في تلك اللقطة، بدأ الهجوم من استعادة الكرة بالقرب من منطقة الدفاع، مرورًا بتمريرات بين إيغناتييف وبوعالية، وصولًا إلى بركان، الذي لم يحتج سوى لحظات معدودة لإنهاء الهجمة بنجاح. سرعة التنفيذ جعلت دفاع المولودية غير قادر على التمركز بشكل جيد، وهو ما يعكس فلسفة زينباور.
لكن رغم فعالية هذا النهج، فإن الفريق لا يزال بحاجة إلى تحسين اللمسة الأخيرة، حيث أضاع اللاعبون العديد من الفرص أمام مولودية الجزائر، أولمبيك أقبو، ونادي بارادو بسبب غياب الدقة في التمريرة الأخيرة. وهذا ما دفع المدرب إلى توجيه تعليماته بشكل مباشر للاعبين مثل بوعالية ورجم بعدم الاحتفاظ بالكرة أكثر من اللازم وتجنب المراوغات غير الضرورية.
رهان زينباور على الأظهرة السريعة
إلى جانب التحولات الهجومية السريعة، يولي زينباور اهتمامًا كبيرًا بالأظهرة الهجومية، وهو ما ظهر جليًا من خلال إشراك حميدي في مركز الظهير الأيسر، رغم أن مركزه الطبيعي هو الظهير الأيمن. ولم يكن هذا القرار عشوائيًا، فقد تألق حميدي في أكثر من مباراة، حيث صنع هدفًا لإيغناتييف أمام مولودية الجزائر وتسبب في ركلة جزاء أمام بارادو، ما ساهم في تحقيق انتصار مهم.
في الجهة اليمنى، فضل المدرب الدفع بـنيشات، مستبعدًا مامري بسبب بطئه، وهو ما يعكس تركيزه على السرعة كعامل حاسم في خطته التكتيكية. هذه التعديلات التكتيكية تؤكد أن زينباور يريد أظهرة لديها القدرة على التقدم بسرعة، والمساهمة بفعالية في الهجمات.
الضغط العالي والاستحواذ السلس
إضافةً إلى السرعة في التحولات، يعتمد زينباور على الضغط العالي لمنع الخصوم من بناء الهجمات بحرية، مستفيدًا من سرعة لاعبيه مثل بوعالية، بركان، وأخريب. لكنه في الوقت ذاته يعمل على تحسين الاستحواذ، مطالبًا لاعبيه بعدم التسرع في التمرير، مع الحفاظ على أسلوب لعب سلس يعتمد على التمريرات القصيرة.
يدرك زينباور أن الجماهير تتطلع إلى رؤية فريقها يقدم كرة قدم جميلة، لكنه لا يغفل عن الهدف الأهم: التأهل إلى بطولة قارية. لذلك، يسعى إلى تحقيق التوازن بين الأداء الجذاب والفعالية الهجومية. كما أكد في أكثر من مناسبة أن الضغط العالي، التحولات السريعة، والتمريرات القصيرة هي أسس نجاح فريقه في المرحلة القادمة.
استراتيجية زينباور: السرعة تحسم المباريات
في ظل الاعتماد على نهج هجومي مباشر، يبدو أن زينباور يراهن على حسم المباريات بأقل عدد ممكن من التمريرات، مستغلًا نقاط قوة فريقه. ورغم بعض العقبات، فإن التزام اللاعبين بتعليماته يُظهر تحسنًا واضحًا في الأداء.
إذا استمر الفريق على هذا النهج، فقد يصبح أحد أكثر الفرق خطورةً هجوميًا، خصوصًا مع تطوير الدقة أمام المرمى. فهل يتمكن زينباور من تحقيق هدفه والظفر بمقعد في بطولة قارية؟ هذا ما ستكشفه الجولات القادمة.