جدول مزدحم يضع الجزائر في مأزق حقيقي

يواجه المنتخب الجزائري تحديًا استثنائيًا في ديسمبر 2025، حيث سيكون على موعد مع بطولتين قاريتين في غضون أيام معدودة: كأس العرب في قطر (1 – 18 ديسمبر)، وكأس الأمم الإفريقية في المغرب (21 ديسمبر – 18 يناير 2026).
إذا نجح “محاربو الصحراء” في بلوغ نهائي كأس العرب، فسيكون أمامهم 72 ساعة فقط قبل خوض أول مباراة لهم في كأس الأمم الإفريقية، وهو ما يشكل خطرًا على اللاعبين، سواء من الناحية البدنية أو الذهنية. فكيف ستتعامل الجزائر مع هذا التحدي؟
جدول ناري ينتظر الجزائر في ديسمبر 2025
بحسب الجدول الحالي، قد يخوض المنتخب الجزائري ما يصل إلى 10 مباريات خلال 30 يومًا، مما يجعله أحد أصعب الجداول لأي فريق وطني في العالم:
- كأس العرب 2025 (6 مباريات محتملة حتى النهائي)
- دور المجموعات في كأس الأمم الإفريقية 2025:
- 24 ديسمبر: الجزائر – السودان
- 28 ديسمبر: الجزائر – بوركينا فاسو
- 31 ديسمبر: الجزائر – غينيا الاستوائية
النجوم مثل رياض محرز، يوسف بلايلي، وبغداد بونجاح سيواجهون ضغطًا بدنيًا هائلًا، وقد يكون من المستحيل عليهم خوض جميع هذه المباريات بنفس المستوى.
ما هو الحل؟ خطة الجزائر لتجنب الانهيار
1. الاعتماد على تشكيلتين مختلفتين
يعتبر هذا السيناريو الأقرب للمنطق، حيث يمكن للمدرب فلاديمير بيتكوفيتش أن يشرك فريقًا من اللاعبين المحليين في كأس العرب، بينما يحافظ على اللاعبين الأساسيين لخوض كأس الأمم الإفريقية.
منتخبات مثل مصر والمغرب والسعودية سبق أن اعتمدت هذه الاستراتيجية في النسخة السابقة من البطولة، مما يتيح للجزائر إمكانية الدفاع عن لقبها دون إرهاق النجوم الأساسيين.
2. إعطاء الأولوية لكأس الأمم الإفريقية
قد يضطر الاتحاد الجزائري إلى اتخاذ قرار صعب بالتخلي عن المنافسة الجدية في كأس العرب، والتركيز بشكل كامل على “الكان”، نظرًا لأهميتها القارية وتأثيرها المباشر على تصنيف الفيفا وترشيحات كأس العالم 2026.
3. تدوير اللاعبين لتقليل الضغط البدني
يمكن للمدرب الجزائري تطبيق سياسة التناوب بين اللاعبين خلال مباريات كأس العرب، مما يتيح للنجوم الأساسيين الراحة قبل الدخول في منافسات كأس الأمم الإفريقية بأفضل حالة بدنية ممكنة.
تأثير القرار على مستقبل الجزائر في المحافل الدولية
قرار الجزائر بشأن هذه الأزمة سيحدد مسارها الكروي لسنوات قادمة. إذ أن النجاح في البطولتين سيعزز مكانة “الخُضر” كواحد من أقوى منتخبات القارة، بينما قد يؤدي الفشل إلى انتقادات لاذعة من الجماهير والإعلام.
كلمة أخيرة: هل الجزائر مستعدة لهذا التحدي؟
يبقى السؤال الكبير: هل تستطيع الجزائر تحقيق المجد على جبهتين أم أن ضغط المباريات سيكون أكبر من قدرتها على التحمل؟ الإجابة ستتحدد مع اقتراب موعد البطولتين، ولكن الأكيد أن ديسمبر 2025 سيكون نقطة تحول في تاريخ كرة القدم الجزائرية.