“شبهات التلاعب بنتائج المباريات تثير الجدل في بطولة الهواة: هل أصبح البيع والشراء واقعًا في الملاعب؟”

في الآونة الأخيرة، أثار بعض نتائج مباريات الجولة الأخيرة من بطولة القسم الثاني للهواة العديد من التساؤلات والتحفظات بين الأوساط الرياضية. هذه النتائج الغريبة وغير المتوقعة تركت بصمات من الجدل والاتهامات، حيث اتهم البعض بعض الأطراف بالتلاعب بنتائج المباريات بغية تحقيق مصالح خاصة، خاصة فيما يتعلق بالصعود إلى الدرجة الأعلى أو الهروب من شبح الهبوط.

أجمع الكثير من المتابعين على أن البطولة شهدت العديد من التجاوزات في الفترة الأخيرة، حيث أصبحت تلوح في الأفق رائحة بيع وشراء المباريات. ظهرت هذه الظاهرة بشكل جلي في بعض المباريات التي انتهت بنتائج غير منطقية، مما أثار شكوكًا حول نزاهة الأداء داخل المستطيل الأخضر. وحسب بعض التصريحات، فقد تكون هذه الممارسات مرتبطة بتنافس الأندية على الصعود أو الهروب من الهبوط، حيث يسعى البعض إلى تحقيق أهدافه من خلال طرق غير قانونية، مثل دفع الأموال وراء الكواليس.

كانت البطولة في منطقة “وسط شرق” نموذجًا لهذا التلاعب، حيث شهدت المنافسة على القمة بين أندية مثل “مستقبل الرويسات” و”اتحاد الحراش” توترًا كبيرًا، خاصة بعد أن ضيع الأول فرصة ثمينة للفوز أمام نادي “التلاغمة” في اللحظات الأخيرة. بينما حقق اتحاد الحراش فوزًا مهمًا أمام “اتحاد الشاوية”. هذه النتائج، رغم أنها قد تكون عادية من الناحية الرياضية، ألقت بظلال من الشكوك على نزاهة المباريات.

الشكوك لم تتوقف هنا، بل امتدت إلى نتائج أخرى، مثل هزيمة “شباب باتنة” أمام “شباب برج منايل” وهي هزيمة صادمة لعشاق الفريق، حيث أدى هذا إلى موجة من الانتقادات داخل النادي، وأجبر الرئيس على اتخاذ إجراءات ضد اللاعبين. كما تعالت الأصوات المشتبه فيها حول مباراة “اتحاد خميس الخشنة” التي خسرها بثلاثية أمام “هلال شلغوم العيد”، وكذلك نتائج أخرى مثل هزيمة “أولمبيك المقرن” أمام “مولودية قسنطينة”.

أدى تكرار هذه الظواهر إلى زيادة الشكوك حول بيع وشراء المباريات، خصوصًا في ظل التنافس الكبير بين الأندية التي تسعى للصعود أو البقاء في القسم الثاني. في هذا السياق، يرى البعض أن الأندية أصبحت تتبع سياسة “ادفع لتحصل على ما تريد”، ما يعزز من فكرة وجود ممارسات مشبوهة وراء الكواليس.

من جهة أخرى، أشار رئيس “شباب باتنة”، فريد نزار، إلى أن قسم الهواة يعاني من ضعف في السيطرة على اللاعبين، خاصة في الفرق التي فقدت أملها في تحقيق أهدافها. وأوضح أن بعض الأطراف في هذه الفرق تقوم بتحفيز اللاعبين على الهزيمة للحصول على أموال أكبر. نزار أكد في منشور له على وسائل التواصل الاجتماعي أن العديد من اللاعبين الذين ليس لديهم عقود موثقة مع فرقهم قد بدأوا في ابتزاز الأندية بهدف الحصول على أموال مقابل تقديم أداء غير لائق على أرضية الملعب.

وفي هذا السياق، قال نزار إنه على الرغم من أن إدارة فريقه قامت بتسوية مستحقات اللاعبين قبل المباراة أمام “شباب برج منايل” ومنحتهم مكافآت مغرية في حال الفوز، إلا أن الفريق تكبد هزيمة مفاجئة. هذه الحادثة زادت من الغموض حول خلفيات بعض النتائج المثيرة للشكوك في البطولة.

ورغم هذه الظواهر، تبقى المنافسة على ورقة الصعود بين “مستقبل الرويسات” و”اتحاد الحراش” في مجموعة وسط شرق على أشدها، مع الترقب لما ستسفر عنه الجولات المتبقية. ومع ذلك، يبقى السؤال قائمًا حول مصير البطولة: هل ستظل الأندية قادرة على التنافس بنزاهة، أم أن التلاعب بنتائج المباريات سيظل جزءًا من الواقع المؤلم الذي يعيشه قسم الهواة؟

زر الذهاب إلى الأعلى