الدفاع الجزائري .. الحاجة الملحة للتقييم وإعادة البناء

يستعد المنتخب الجزائري لخوض مباراة ودية مرتقبة أمام السويد يوم 10 جوان المقبل، في اختبار حقيقي يكشف مدى جاهزية الخط الدفاعي الذي يعاني من تذبذب واضح في أدائه خلال الفترة الأخيرة. هذا اللقاء سيكون بمثابة تحدٍ كبير أمام قوة هجومية تقودها أسماء بارزة مثل مهاجم نيوكاسل، ألكسندر إيساك، الذي يمتلك موهبة وقدرة تهديفية استثنائية.

📉 مشاكل دفاعية متكررة تثير القلق

رغم النتائج الإيجابية في بعض المباريات الأخيرة مثل الفوز على بوتسوانا (3-1) وموزمبيق (5-1)، إلا أن المنتخب الجزائري لم ينجح في الحفاظ على نظافة شباكه، مما يشير إلى هشاشة واضحة في منظومته الدفاعية. الأخطاء المتكررة وسوء التمركز باتت سمات بارزة لدى خط الدفاع، وهو ما ظهر جلياً في مواجهة فرق أقل مستوى مثل الصومال، ما يعكس عمق المشكلة.

يتكون الخط الدفاعي الحالي من أسماء معروفة مثل عيسى ماندي، رامي بن سبعيني، ومحمد توقاي، لكنهم لم يظهروا الانسجام المطلوب، وكثيراً ما ارتكبوا أخطاء مؤثرة سواء على مستوى التموضع أو في الصراعات الفردية. المواجهة السابقة ضد السويد في مالمو عام 2023 كانت بمثابة إنذار واضح، حيث ظهر أحمد توبة بأداء باهت وعجز عن التصدي للهجمات السويدية المتواصلة.

🔍 اختبار صعب أمام هجوم السويد الفتاك

المنتخب السويدي، الذي يعد أفضل بكثير من منافسي الجزائر السابقين، يدخل هذه المباراة بتشكيلة هجومية قوية يقودها ألكسندر إيساك، بجانب لاعبين متميزين مثل ديان كولوسيفسكي وفيكتور جيكيريس. ومن المؤكد أن الدفاع الجزائري سيواجه ضغطاً متواصلاً، خاصة في الكرات الهوائية والتحولات السريعة، وهي نقاط ضعف بارزة يجب العمل على معالجتها بشكل عاجل.

📌 هل يجب على الجزائر تغيير استراتيجيتها الدفاعية؟

مع هذا الوضع، يبدو أن المدرب فلاديمير بيتكوفيتش مطالب بإعادة النظر في تكتيكاته الدفاعية. أحد الحلول الممكنة هو الانتقال إلى نظام يعتمد على ثلاثة مدافعين (3-4-3 أو 3-5-2)، مما يعزز من قوة الأظهرة ويوفر دعماً إضافياً في خط الدفاع. هذه التعديلات يمكن أن تمنح المنتخب استقراراً أكبر من الناحية الدفاعية، بالإضافة إلى مرونة هجومية أفضل.

رغم ذلك، من غير المحتمل أن يخاطر بيتكوفيتش بإشراك لاعبين جدد في مثل هذا التحدي الكبير، وهو ما قد يُبعد المدافع الشاب سهيب ناير، لاعب غينغان، عن التشكيلة الأساسية في ستوكهولم. قد يحصل على فرصة المشاركة في المباراة التي ستقام في الجزائر خلال نفس المعسكر، ولكن مشاركته في مواجهة السويد تبدو غير مرجحة في ظل الضغط الكبير المتوقع.

⚠️ فلاديمير بيتكوفيتش تحت المجهر

المباراة ضد السويد ستكون اختباراً حقيقياً لقدرته على التعامل مع هذه المشكلات وتصحيح الأخطاء.أي إخفاق جديد في الاستراتيجية أو الفشل في التكيف مع طبيعة الهجوم السويدي القوي قد يضع مسيرة بيتكوفيتش على المحك، ويؤدي إلى اهتزاز الثقة في مشروعه التدريبي. من الضروري أن يظهر المنتخب الجزائري أنه استوعب الدروس من أخطائه السابقة وأن يقدم أداءً دفاعياً أكثر تماسكاً وتنظيماً.

ستكون ليلة 10 جوان فرصة حاسمة لاختبار مدى جاهزية الدفاع الجزائري، وتحديد ما إذا كان بيتكوفيتش قادراً على تصحيح المسار أم لا.

زر الذهاب إلى الأعلى