من يتحكم في اللقطات الجدلية في البرامج الرياضية؟ تساؤلات حول الشفافية في التحليل التلفزيوني

لطالما كانت مباريات كرة القدم المنقولة تلفزيونيًا محط اهتمام المشاهدين، خاصةً المحللين والمتابعين الذين يسعون لفهم مجريات المباريات بشكل أعمق. وكما هو معتاد، تظهر خلال البث التلفزيوني لقطات تحكيمية مثيرة للجدل تثير نقاشات واسعة، سواء أثناء المباراة أو بعدها.

وباعتبار أن حقوق بث مباريات الكرة الجزائرية تعود حصريًا إلى المؤسسة الوطنية للتلفزيون الجزائري (EPTV)، فإن العديد من المتابعين ينتظرون بشغف التحليلات المتخصصة التي تُقدم عبر البرامج الرياضية الأسبوعية، مثل:

  • “ستارتينغ فوت” (Starting Foot)، الذي يُبث مساء الجمعة.
  • “في 90” (Fi 90)، الذي يُعرض مساء السبت، ويتعمق أكثر في تفاصيل مباريات الرابطة المحترفة الأولى والرابطة الثانية.

غياب المحلل التحكيمي.. مصادفة أم قرار مدروس؟

خلال الحلقات الأخيرة من برنامج “ستارتينغ فوت”، لاحظ المشاهدون غياب المحلل التحكيمي دون أي تفسير واضح. هذا الغياب أثار تساؤلات عدة:

  • هل يتعلق الأمر بجودة تحليله أم بمضمون تعليقاته؟
  • هل خرج عن الإطار المعتاد للتحليل؟
  • هل لمس نقاطًا حساسة دفعت إلى إبعاده؟

في المقابل، يشهد برنامج “في 90” مساء السبت ممارسات أخرى تلفت الانتباه، إذ لوحظ أن بعض اللقطات الجدلية ذات التأثير المباشر على نتائج المباريات لا يتم عرضها ضمن الملخصات المخصصة للتحليل. وهنا يطرح السؤال الأهم:

من يقرر اللقطات التي يتم تحليلها؟ ولمصلحة من يتم استبعاد بعضها؟

إذا كانت بعض المشاهد المؤثرة على سير المباريات تُستبعد من التحليل، فهذا يطرح فرضية وجود نوع من الرقابة على المحتوى المعروض. فهل يعود ذلك إلى قرارات تحريرية داخلية أم إلى توجيهات من جهات معينة؟

المحلل التحكيمي أكد في مناسبات عدة أنه يعلق فقط على اللقطات التي تُعرض له، مما يعني أنه لا يتحكم في اختيار المشاهد التي يتم تحليلها. لكن حجب اللقطات المثيرة للجدل يمنع المشاهدين من الاطلاع على الأخطاء التحكيمية وتفسيرها، وبالتالي يُحرم اللاعبون والمدربون والجماهير من فرصة التعلم وفهم القوانين بشكل أعمق.

هل يؤثر غياب التحليل الشفاف على تطور كرة القدم الجزائرية؟

اللجوء إلى إقصاء المشاهد الجدلية قد يؤدي إلى تقليل وعي الجماهير بقوانين اللعبة، كما يحد من تطوير أداء الحكام أنفسهم. في المقابل، فإن تحليل هذه اللقطات، سواء كان التعليق عليها إيجابيًا أو سلبيًا، يساهم في تطوير الأداء العام للفرق ويساعد على تحسين القرارات التحكيمية في المستقبل.

إذا كانت القنوات العمومية مسؤولة عن نقل المباريات للجمهور، فمن حق المشاهد أن يحصل على تحليل شفاف وموضوعي بعيدًا عن أي توجيه مسبق.

الخلاصة: الحاجة إلى شفافية أكبر في التحليل الرياضي

على مؤسسة التلفزيون العمومي الجزائري أن تضع مصلحة المشاهد فوق كل اعتبار، وأن تعمل على تقديم تحليل متوازن وشامل للمباريات، بما في ذلك اللقطات المثيرة للجدل.

الشفافية في التحليل الرياضي ليست مجرد مطلب، بل ضرورة لتطوير كرة القدم الجزائرية.

📢 تابع آخر المستجدات الرياضية عبر الصفحة الرسمية لمؤسسة التلفزيون الجزائري على فيسبوك و**تويتر**.

زر الذهاب إلى الأعلى